سورة المؤمنون - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المؤمنون)


        


{تلفح} تحرق. {وهم فيها كالحون} عابسون لتقلُّص شفاههم بالانشواء، فيقال لهم: {ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون}.
{قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا} التي قضيتَ علينا {وكنا قوماً ضالين} أقرُّوا على أنفسهم بالضَّلال.


{اخسؤوا} أي: تباعدوا تباعد سخطٍ عليكم.


{فاتخذتموهم سخرياً} أَيْ: سخرتم منهم، واستهزأتم {حتى أنسوكم ذكري} لاشتغالكم بالاستهزاء منهم.
{إني جزيتهم اليوم} قابلتُ عملهم بما يستحقُّون من الثَّواب {بما صبروا} على أذاكم {أنهم هم الفائزون} النَّاجون من العذاب والنَّار.
{قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين} قال الله تعالى لمنكري البعث إذا بعثهم من قبورهم: كم لبثتم في قبوركم؟ وهذا سؤال توبيخٍ لهم؛ لأنَّهم كانوا يُنكرون أن يُبعثوا من قبورهم.
{قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم} وذلك أنَّ العذاب رُفع عنهم فيما بين النَّفختين، ونسوا ما كانوا من العذاب، فاستقصروا مدَّة لبثهم، فلذلك قالوا: {لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين} أي: فاسأل الملائكة الذين يحفظون عدد ما لبثنا.
{قال إن لبثتم} ما لبثتم {إلاَّ قليلاً} وإن طال لبثكم؛ في طول لبثكم في النَّار {لو أنكم كنتم تعلمون} مقدار لبثكم في القبر، وذلك أنَّهم لم يعلموا ذلك حيث قالوا: {لبثنا يوماً أو بعض يوم} فقيل لهم: لو كنتم تعلمون ذلك كان قليلاً عند طول لبثكم في النَّار.
{أفحسبتم أنَّما خلقناكم عبثاً} أَيْ: للعبث لا لحكمة من ثوابٍ للمطيع، وعقابٍ للعاصي. وقيل: عبثاً للعبث، حتى تعبثوا وتغفلوا وتلهوا.
{رب العرش الكريم} أي: السَّرير الحسن.
{ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به} لا حجَّة له بما يفعل من عبادته غير الله {فإنما حسابه عند ربه} جزاؤه عند الله تعالى، فهو يجازيه بما يستحقُّه {إنه لا يفلح الكافرون} لا يسعد المُكذِّبون، ثمَّ أمره رسوله أن يستغفر للمؤمنين، ويسأل لهم الرَّحمة فقال: {وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين}.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8